1st International Conference on the Dialogue of Civilization and Tolerance
Articles

الاتحاد والتسامح لإنقاذ العالم” دراسة تاريخية" لعلاقة الإنسان بالطبيعة

د. محمود كحيلة
المديرية الإقليمية للتربية في المنطقة الشرقية

Published 2024-03-04

Keywords

  • (التسامح),,
  • (البيئة),,
  • (الممرضات) ,,
  • (الاتحاد) ,,
  • (التاريخ)

How to Cite

الاتحاد والتسامح لإنقاذ العالم” دراسة تاريخية" لعلاقة الإنسان بالطبيعة. (2024). International Conference on the Dialogue of Civilization and Tolerance, 1(1). https://doi.org/10.54878/y2drpq16

Abstract

يكن "covid 19" أول مهاجم للبشرية من الأمراض المعدية ، وإنما هو حلقة في سلسلة طويلة ، من مُمْرضات ، ضربت الأرض على مدى التاريخ الإنساني ، يرجع أولها إلى ما قبل الميلاد ، وقد أتاحت لنا هجمة الكورونا الأخيرة فرصة جيدة لاجترار الآلام المرضية ، وهيأت لعالمنا الظروف التي أنعشت الذاكرة فيما يخص ما أصاب عالمنا الهش ، الذي رغم ما حظي به من تقدم وحضارة ، فإنه أبدى ضعفا شديدا ، أمام هجمات طبيعية من قبل أصغر الكائنات التي غالبا ما تهاجم الإنسان ، وهو في قمة المجد ، والسيطرة ، و عظمة الغرور ، لتعيد إليه المعرفة بحجمه الطبيعي ، وقدراته المحدودة ، وإننا ننوي _ من خلال هذه الورقة البحثية _ أن نلقي الضوء على ما أصاب فراعنة مصر من مُمْرِضات ، وكذلك الطاعون الذي هاجم الإغريق القدماء ، واعتبروه نذيرا من الآلهة ، لتطهير ( أوديبوس) الملك ، وقد رصدت ذلك الدراما الإغريقية ، التي كانت ديوان هذه الحضارة اليونانية القديمة ، و سوف نطالع _ أيضا _ ما أصاب العرب الأوائل من أوبئة ، وأشهرها ؛ ما كان في عهد "عمر بن الخطاب" ، ثم الطاعون الذي اجتاح أوروبا منذ أوائل الألفية الثانية ، وانتشار للممرضات في مواقع متفرقة من العالم وذلك بحثا للإجابة عن هذه الأسئلة:

- كيف استقبل عالمنا جائحة كورونا؟ ، وكيف تباينت الآراء والرؤى في شأنها؟

- إلى أي حد تتشابه هذه الجائحة مع ما سبقها من مُمْرِضات أصابت الإنسانية؟، وإلى أي حد تختلف؟

- ما الحجج التي تذرعت بها أنظمتنا الصحية العربية ؟ ، و ما حيثياتها ؟

ما الأدلة والبراهين التي سوف نستند إليها في المقارنة التي سنخوضها في هذا البحث ؟

- ما مواطن القصور التي توصلنا إليها ؟ ، وما العلاج المقترح ؟

وهكذا نقارن _ في دراستنا _ بين كل الزيارات القديمة للمُمْرِضات ، وبين الجائحة الكبرى (فيروس كورونا) ، الذي أصاب عالمنا بالهلع ، فأوقف عجلات الحياة ، وهي في أقصى سرعتها ، ربما منذ بدء الخليقة ، ثم مضت حينما أراد لها المولى الرحيل ، بعدما أثبتت - بما لا يدع أدنى مجال للشك - أن كل ما حققه علماء الطب ، وعباقرة التكنولوجيا من تقدم وحضارة ، وقفت عاجزة ، و مغلولة الأيدي ، أمام "فيروس" ، أصغر من أن يُرى بالميكروسكوب العادي ، وإنما تحتاج رؤيته إلى ميكروسكوب إلكتروني ، لأنه أصغر مخلوق على وجه الأرض ، وهذا الفيروس ليس أول الفيروسات ، ولا آخرها ، ولكنه من أكثر الفيروسات قدرة على التحور والانتشار ، ولم يكن من طريق أمام العالم للنجاة منه غير الاعتصام ، والوقوف صفاً واحداً ، لكي تتم السيطرة على الأمر ، ونعيد دوران عجلة الحياة.