1st International Conference on the Dialogue of Civilization and Tolerance
Articles

مقاربات ممارسة التسامح في خطاب ومواقف أئمة المذاهب الفقهية

Published 2024-03-05

Keywords

  • التسامح،,
  • الخطاب،,
  • المذاهب، ,
  • المواقف، ,
  • لفقه

How to Cite

مقاربات ممارسة التسامح في خطاب ومواقف أئمة المذاهب الفقهية. (2024). International Conference on the Dialogue of Civilization and Tolerance, 1(1). https://doi.org/10.54878/k8adn560

Abstract

تعتبر الدعوة إلى وحدةٍ فكرية ومنهجية بين المسلمين في زماننا اليوم أمرا مُلحّاً، وضرورةً إنسانية، نظراً لما يعيشه المسلمون من تشرذم حسِّي، وتفكك فكري، فطالما رُفعت الأصوات بضرورة لمِّ الشمل، ورصِّ الصفوف، لكن سُرعان ما كانت هذه الدعوات تُخرص، وتواجه بأفكار مُضادة، وتأويلات مخالفة لجميع القوانين والأعراف الشرعية والكونية.

ومن هذا المنطلق؛ يأتي الكلام في هذا البحث عن جانبٍ أصيلٍ من أخلاقيات التسامح التي سار عليها فقهاؤنا في حياتهم، وكابدوا من أجل تنزيلها في واقعهم، وسَعوا إلى إظهارها في كُتبهم وآثارهم، حتى يقتدي بها الـمُقتدون، ويسلك جادَّتها السالكون. لكنَّا في جانب آخر نجد أن هذه القيم والأخلاقيات قد غُيِّبت عند كثير من المتأخرين ممن انتسبوا للمذاهب الفقهية، وأبدلوها بما يُناقضها ويُضادُّها، حتى انقلبت الصورة عند الناس اليوم، وصاروا ينسبون الأغاليط إلى أئمة المذاهب.

والواقع أن تجليات التسامح في مواقف فقهاء المذاهب قد تعدَّدت صُوَرها، حتى صار يُضرب بها المثل في محافل الحوار، والمناظرة، ومجالس إبداء الآراء المختلفة في المسائل المتناظرة. وتُعتبر جوانب الأدب مع المخالف، وتجنُّب الإساءات اللفظية، والعدل في الأحكام التي يُصدرها الفقيه ضد أي أحد، وترك التنقيب عن الخبايا والمقاصد التي لا يُشرع التنقيبُ عنها، وغير ذلك مما يدخُل في قيمة «خُلق التسامح»؛ من الجوانب التي اعتنت بإيراد مسائلها كُتب التاريخ والتراجم والمناقب، كما تُستقرأ كذلك في جانب كبير منها من أمهات

الكتب الفقهية التي اهتمت بإيراد الخلاف العالي والنازل، حيث تنكشف فيها مظاهر نُضج العقل الفقهي، وتظهر تجليات البُعد الأخلاقي.

هذه الأخلاقيات وغيرها ملفٌّ يجبُ ألا ينفَكَّ عن موضوع الاجتهاد في البحث الفقهي والفكري، فيُعتبر وجه الخطأ والصواب في الرأي بالموازاة مع النظر إلى طريقة وصول الفقيه إلى الحُكم في رده للأقوال المخالفة بأدب وذوق، أو عدم اعتبار رأي المخالف ومجابهته بحدَّة وجفاء.