ثقافة العيش المشترك بين الشباب المصري

Abstract

يتميز المجتمع المصري بالتعددية إلى حد كبير، سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية أو العرقية أو الثقافية، كما أن المجتمع المصري يعد من أكثر المجتمعات استيعابا للتعددية وتقبل الاخر، وتعود جذور هذه التعددية إلى التاريخ الطويل وحركات الهجرة التي شكلت المجتمع المصري عبر تاريخه، إلا أنه في ظل هذا الواقع قد تجد بعض المجموعات نفسها مهمشة اجتماعيا أو ثقافيا أو اقتصاديا، وعرضة لتمييز مبني على وضع اجتماعي أو هوية معينة مختلفة عما هو سائد، مما يؤثر على إحساسهم بالأمن بسبب الأوضاع السلبية التي تعاني منها بعض هذه الجماعات. ويتطلب الخروج من ذلك المأزق المجتمعي وضع استراتيجية لبناء هوية فاعلة تهدف إلى التوفيق بين تنوع الأفراد والجماعات وبين الانسجام الاجتماعي العام، وذلك من خلال إدارة التنوع الثقافي ودعم منظومة القيم الإيجابية الداعمة للسلم المجتمعي بهدف تكريس التجانس، والوصول إلى وحدة جماعية تعددية ومواطنة تتميزان بقبول الاختلاف، وفي نفس الوقت اطمئنان كل فرد إلى استمرارية وجوده والحصول على حقوقه بكرامة، وأن ينال مكانة متساوية مع مكانة الأخرين بالمجتمع، مما يؤدي في النهاية إلى شعور المواطن بالأمن المجتمعي.

- المشكلة البحثية

ننطلق في إطار الورقة الراهنة من قناعة بأنه إذا كان العيش المشترك بين كافة الجماعات والفئات الاجتماعية أمرا مهما وحتميا في كل وقت، فإن وجوده بين الشباب في اللحظة الآنية يعد أمرا أكثر أهمية والحاحا؛ ذلك أن الشباب هو ذلك الجيل المنوط به حمل المسئولية الاجتماعية في مختلف المجالات في المستقبل القريب، وبالتالي سيسهم بفكره في نشر قيم العيش المشترك، ويتصدى بسلوكه لكل صور التعصب والتمييز في كافة الفضاءات الاجتماعية، وبالتالي فإن معرفة الشباب المصري بقيم العيش المشترك، وإيمانهم بها، والحفاظ عليها، وممارستها بفاعلية؛ سوف تلعب دورا أساسيا في الاحتفاظ بوحدة الهوية الوطنية، والحفاظ على وحدة واستقرار المجتمع.

-الفرضيات