1st International Conference on the Dialogue of Civilization and Tolerance
Articles

دور الحوار الحضاري في تعزيز قيم التسامح الاجتماعي "الإمارات العربية المتحدة أنموذجا"

Published 2024-03-05

Keywords

  • الدور،,
  • الحوار الحضاري،,
  • التسامح الاجتماعي

How to Cite

دور الحوار الحضاري في تعزيز قيم التسامح الاجتماعي "الإمارات العربية المتحدة أنموذجا". (2024). International Conference on the Dialogue of Civilization and Tolerance, 1(1). https://doi.org/10.54878/b8vj4k61

Abstract

يقف الحوار الحضاري كأحد أبرز المفاهيم الحديثة التي درجت الدول على إنزالها على أرض الواقع لتفعيل القوى القيمية والثقافية في المجتمع، والاستفادة منها في بناء مجتمع متنوّع ومتعدد، ومتسامح يحترم كل الثقافات. إذ يَجمَعُ مفهومي الحوار الحضاري والتسامح الاجتماعي بين الاعتراف بتعدد الثقافات والأفكار والتجارب الإنسانية، وبين وجود تجربة بشرية محددة لها أهلها وأفرادها الذين نشأوا وتربوا عليها، مع مراعاة ما تتمتّع به هذه التجربة من خصوصية في التشكّل والأثر. 

وللحوار الحضاري فوائد عديدة، منها تنمية روح المشاركة لدى أفراد المجتمع الواحد، من خلال تكوين أفكارٍ جديدة تنتمي إلى الثقافات المختلفة، بما يحقّق الحوار الإنساني الذي يساهم في تعزيز قيم التسامح الاجتماعي، بالإضافة إلى النهوض بالتنمية البشرية، التي تتأتّى من خلال ازدهار التناقل الحضاري بين المجتمعات البشرية. 

هدفت هذه الدراسة إلى التعرّف على مفاهيم الحوار الحضاري والتسامح الاجتماعي، وكيف تم الاستثمار في سبل التواصل من أجل تحقيق الحوار الحضاري كأداة لتعزيز قيم التسامح الاجتماعي في المجتمعات، وسعت الدراسة إلى الإجابة عن التساؤل الرئيس الذي وضعته وهو: ما هي المبادرات والبرامج المحلية والعالمية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تحقيق حوار حضاري بين أفراد المجتمع سعيًا إلى تعزيز قيم التسامح الاجتماعي؟ وماهية جدواها؟ 

ولتحقيق أهداف الدراسة، اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي بالاعتماد على الأسلوب النوعي، وعلى تحليل المضمون لمجموعة من القوانين والتشريعات والسياسات والمبادرات والبرامج الخاصة بالتسامح (المحلية والعالمية) التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة نحو المجتمعات على مستوى محلي وعالمي، والتي بلغ عددها أكثر من (20) مبادرة، وتحليل قياسات المؤشرات الخاصة بمحاور التسامح والتعايش في الإمارات، أما عينة الدراسة فقد تم اختيار (وزارة التسامح والتعايش) من مجتمع الدراسة وهي الأقرب لموضوع الدراسة باعتباره الجهة الاتحادية الأشمل المعنية على مستوى دولة الإمارات بوضع وتنفيذ المبادرات والبرامج المجتمعية نحو المجتمعات وفق سياسات حكومية معتمدة، ونوعها عينة قصدية. 

ومن خلال رصد البحث لمفاهيم الحوار الحضاري والتسامح الاجتماعي، للوصول إلى مساهمة علمية تدرس دور الحوار الحضاري في تعزيز قيم التسامح الاجتماعي في المجتمع عبر دراسة حالة وتحليل المضمون؛ خلصت الدراسة إلى أن دولة الإمارات عملت على وضع وتطبيق أكثر من (20) من البرامج الوطنية نحو المجتمع الإماراتي، والمبادرات الفاعلة لتحقيق دور الحوار الحضاري للمجتمعات والتي تساهم في قيم التسامح الاجتماعي على مستوى محلي وعالمي، هذا من جانب. ومن جانب آخر تساهم هذه البرامج والمبادرات في الرفع من مؤشرات التسامح والتعايش وصولًا إلى استدامته في المجتمع الإماراتي خاصة وبالمجتمعات كافة. 

كما توصلت الدراسة الى أن هذه المبادرات والبرامج المجتمعية حاولت معالجة قضايا وتحديات الحوار الحضاري بشتى أنواعه وأشكاله على مستوى الأفراد والفئات؛ مما يعني دراسة مشكلات التنوع الثقافي الذي نشهده في وقتنا المعاصر والذي يتطلب إلى وضع سبل ووسائل تساهم في تحقيق حوار حضاري فاعل لتعزيز قيم التسامح الاجتماعي، ووضع الحلول الشاملة لكل من الفرد والفئات الاجتماعية المختلفة. وعلى مستوى مؤشرات محاور التسامح والتعايش، توصلت الدراسة الى أن حكومة الإمارات تحتل المراتب الأولى عالميًا في تحقيق مؤشر الازدهار والذي يتفرع منه مؤشر التسامح الاجتماعي، والذي يعكس مدى نجاح دولة الإمارات على مستوى محلي 

وعالمي في تحقيق الدور الفاعل للحوار الحضاري بين المجتمعات وتقبل الآخر. واهتمت دولة الإمارات بالعديد من مبادرات المجتمعية المبتكرة نحو بناء مجتمع يتحلى بالقيم الإنسانية، والتي تعمل فيّ الوقت نفسه على تدعيم الحوار الحضاري والتسامح الاجتماعي بمختلف الوسائل والسبل.